إن المتابع لجديد المكتبات حول العالم ليجد أن أعلى الكتب مبيعاً في العالم كتاب قواعد السطوة لروبرت جرين، الذي يتحدث عن كيفية السطو على الأفراد والشعوب بطريقة دراماتيكية خبيثة تستأصل الحضارات وتنهش الآثار وتطمسها، وفي اليمن نعيش ذلك حقيقة لا مجاز، فقد بدأ التحالف بممارسة جميع قواعد السطو على الشعب اليمني كافة، وجلب إليهم جميع نظريات استحواذ الهيمنة الغربية التى مورست ولا زالت تمارس على الدول العربية منذ أكثر من سبعين عاما، فلقد سلب من جميع الأطراف اليمنية كل ما تؤمن به وتقدسه، واستدرجهم ليفعل بهم ما يريد لتكون تلك الأطراف أوراق للعبة في يديه يحركها كيفما شاء، ويفرض عليهم شروطه.. لذلك لم تعد جميع الإنتصارات التى حققتها بعض الأطراف اليمنية ضد بعض مرضية بالشكل المطلوب، فالكراهية والضغينة التى تركتها الأطراف المتصارعة مع بعضها تفوق في قوتها وبقاءها انتصاراتها.
صنعاء لا تزال تقبع تحت وطأة السلالي، وعدن هي الأخرى حبيسة الطرف الأحادي، ومأرب وأخواتها تحت حكم ولاية قندهار، والساحل الغربي يعيش تشردا وضياعا كأرض الصومال.. ولعل أصدق كلمة قيلت من أفواه السلاليين في الشمال، هي "الهيمنة السعودية على اليمن"، اللعنة التي تلاحقنا، والمصيبة التي حلت بنا والتي لم تعد تغتفر أو تحتمل.!
نُزع منا كل شيء حتى أنه لم يعد هناك ما نتفق عليه، وكل هذا دليل على أن حرية اليمن لم نعد نملكها، ونتيجة لذلك أصبح 80% من الشعب اليمني على حافة أبشع مجاعة عرفتها البشرية.
التحالف يتعمد سحقنا دون رحمة، يضرب الأطراف مع بعضها ليتشتت القطيع وتخور القوى، لكن ما يحمينا من صلفه وعنجهيته بعد الله عز وجل هو الماضي التليد، والتراث العتيق الذي يتناثر على تراب هذا الوطن الجريح.. وإن ما يشفي غليلنا أن التحالف وضع يده تحت حجر ثعبان سام.. اسمه اليمن.. وكفى!