آخر تحديث :السبت-02 أغسطس 2025-04:16م

عندما يموت الظلمة

الإثنين - 05 أبريل 2021 - الساعة 05:57 م
د. الخضر عبدالله

بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


في هذه المقالة  المتواضعة  فقد ارشدتني ذاكرتي ان انصح اخواني ماذا يقال عند موت الظلمة وما هو منهج سلفنا الصالح فيهم .

فالكثير من الناس يعتبرون أن الفرح بهلاك ظالم نوعٌ من الشماتة، وأنَّ الميت إنما تجوز عليه الرحمة، وأنه لا يجوز أن نَذكره بسوء أو نشمت به أو نفرح لموته مهما كانت أفعاله في الدنيا، ويحتجون في ذلك بحديث: ((اذكروا محاسن موتاكم، وكُفُّوا عن مساويهم))، وهذا الحديث قال عنه أبو عيسى الترمذي: إنه (حديث غريب)، وقال عنه الألباني: (حديث ضعيف).

والحقيقة أن هناك خيطًا رفيعًا بين الشماتة في المسلم والفرح بهلاك ظالم أو طاغية أو فاسق أو متجبِّر؛ فلقد نُهينا عن الشماتة وأُمرنا بالاستعاذة منها، ولكننا لم نُنْهَ عن الفرح بهلاك ظالم أو طاغية أو فاسق أو متجبر.

فقد جاء حديث عظيم عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري قال: مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة، فقال: ((مُستريح ومُستراح منه))؛ فقالوا: "يا رسول الله، ما المستريح وما المستراح منه؟"، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد المؤمن يستريح من نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب))؛ رواه البخاري.

وأما من بطون أمهات الكتب انقل لكم هذه المعلومة ,من اقوال السلف , ما فيه شفاء للعليل فقد ذكر الإمام البهيقي في (كتابه شعب الإيمان) أن أبو عمرو بن العلاء  قال كنا نفر( نهرب )  أيام الحجاج بصنعاء فسمعت منشدا ينشد : ( و بما تكره النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال ) فاستظرفت قوله : فرجة فإني لك ذلك إذ سمعت قائلا يقول : مات الحجاج فما أدري بأي الأمرين كنت أشد فرحا بموت الحجاج أم بذلك البيت. 

ويقول الصفهاني في كتابه ( حلية الأولياء)  أُخبر الحسن البصري – رحمه الله - بموت الحجاج فسجد وقال اللهم عقيرك وأنت قتلته فاقطع سنته وأرحنا من سنته وأعماله الخبيثة ودعا عليه. 

وفي كتاب (الشكر لإبن أبي الدنيا ) قال :"  بشر الحسن البصري بموت الحجاج وهو مختفي فسجد شاكراً لله . 

وهذا إبراهيم النخعي جاء عنه في كتاب ( الطبقات الكبرى لإبن سعد ) انه بشر بموت الحجاج فسجد قال وقال حماد ما كنت أرى أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت إبراهيم يبكي من الفرح . 

فكيف بمن تآمر بمحاربة المساكين والصالحين , وحرض على القتل والاقتتال , ودعم في تدبير سجن الأبرياء , وتشريد الفقراء  .., والقائمة تطول.... فلا نقول الا ما قاله تعالى "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين"