عدن والجراد عنوان غريب ولكنه حقيقة بشرهم كالجراد عندما يمر على الزرع ولم يبقي منه ولا يذر ويكون ذلك المرور وبال على المزارعين الذين تكبدوا العمل في مزارعهم على مدى عام من الشقى والكد ليأتي الجراد وفي لحظات وأهلك عمل ومجهود عام كامل وجعله كالصريم وعرضّ الفلاحين والمزارعين خسارة وغرامة وديون لاقدرة لهم ولا لهم استطاعة عليها والسبب مرور الجراد على تلك المزارع واليوم عدن تتعرض لهجمة همجية شرسة من جراد هم في الأصل بشر ولكنهم كالجراد مروا على كل شيئا في عدن, غزوه واهلكوه ودمروه.عدن والجراد، انتشر هذا النوع من البشر الشبيه بالجراد من حيث ما يقوموا به من خراب ودمار وتغير لكل ملامح مدينة عدن، كارثه وحلت على مدينة عدن لا رادع لها ولا هناك من يوقفها تنتهك أمام أعيننا جميعاً ونحن واقفون مشدودين نتفرج وكأننا نشاهد عرض سينمائي عن افلام الرعب وحكايات الخيال والأساطير التي كانت تحكى لنا لتخويفنا ونحن اطفال،ولكنها اليوم امامنا حقيقة لا خيال نراها رئي العين وعدن يعبث بها وبتاريخها واثارها بتراثها ومعالمها بأرضها بسواحلها وبشطأنها ولم يسلم شيئاً من ارثها وثقافتها وثروتها وتركيبتها السكانية تلك المدينة الكونية التي تعايش فيها كل الناس ومن كل الأجناس اليوم يحاول السيطرة عليها لون واحد وهو لون شبيه بلون الجراد وفعل الجراد ولم يبقى لنا في عدن غير شبح المدينة التي كانت قبلة العالم وزهرة المدائن مدينة الحب والعلم والأمن والسلام.