ألوزير المقدم والسياسي المخضرم والخطيب المفوهة.صانع السلاطين سفير الملوك وشاغل الممالك.. أبو الوليد بن زيدون.شاعر الأندلس الأول في زمانه وعصر أوانه.
والذي خلد التاريخ سيرته وأشعاره وقصة حبة الأثيرة الذكر.والتي مازالت تروى وتثرى وتتربع على عرش الذاكرة الأندلسية مذ أكثر من تسعة قرون على زوال شمس العرب في بلاد الوندال.
ولد أبو الوليد"أحمد بن عبدلله بن زيدون المخزومي المعروف بابن زيدون"سنة 394ه الموافقة لعام 1003م في قرطبة والدة كان أحد فقهاء قرطبة المعتبرين من بني مخزوم.وهو وزير وكاتب وشاعر أندلسي ذائع الصيت والشهرة طبقت أخباره الأفاق ودوت أشعاره على مدى الأسقاع وتناقلتها الألسن ودونها الكتاب وكتب عنها الأدباء وتذوقها الندماء. وتأثر بها العاشقين وظلت سيرته مثار اهتمام الباحثين والدارسين والمؤرخين بما لم يحضى به أحدآ من أقرانه في ذلك الزمان.
لمع نجم ابن زيدون مع سقوط دولة "الملك المنصور"الثانية وعاصمتها قرطبة.وكانت تلك الفترة كثيرة الاضطرابات.وشكلت سمة العصر الأندلسي أنذاك والذي عرف تاريخيا بعهد "ملوك الطوائف".وهي حقبة مليئة بالحروب والصراعات بين ملوك طوائفها الذين تنازعوا وقتلوا كثيرا على عروش ممالكها.وكانت قرطبة من نصيب أبي الوليد بن جهور.والذي كان يشغل منصب "صاحب المدينة" قبل ان يصبح صاحب قرطبة بأكملها.ويتناوب على حكمها هو وأولاده وأحفاده لأكثر من أربعين عام.وآل جهور حينها هم الوحيدين الذين لم يسموا أنفسهم ملوكا ولم يتسموا بالملك من بين كل ملوك طوائف الأندلس الذين تسموا بالملك وساموا به.
قدم ابن زيدون عند آل جهور حسن سيرة أبية الفقية عبدلله بن احمد بن غالب المخزومي وصحبته للوليد بن جهور إبن صاحب قرطبة وولي عهد أبية أبي الوليد بن جهور وأمتاز ابن زيدون برجاحة العقل وبلاغة المنطق وفصاحة أللسان وقوة الحجة وسداد الرأي وحسن البيان.وكان خطيبا مفوها يندر أمثالة.وتذكر المصادر التاريخية ومعها يتفق أغلب المؤرخون ان ابن زيدون لعب دورا بارزا في استتباب أمر حكم آل جهور لقرطبة.وهذا ماجعل صاحب قرطبة يخصه بحدوتة وبوزرة وزيرا وسفيرا له في سفاراته التي كان يوفده فيها الى ملوك الطوائف قبل ان يتهمه بالميل الى ملك أشبيلية المعتضد بن عباد.
أمعن الوشاة في الهمس مكيدة ببن زيدون.ولم يدخروا وسيلة إلا وأنقذوها وهم يضرمون نار الهواجس لدى ابن جهور.والتي لم تنفع معها توسلاه ولده وولي عهدة الوليد وهو يراجعه في ان يتحرى الصدق من جملة الأراجيف والمكائد التي تكاد تطيح بصاحبة ابن زيدون عند أبية.وكان كل هذا السعي والتدبير يدبر ويحاك وابن زيدون بعيدا عن كل اجواء القصر ومعترك السياسة ومعارك الخصوم وليس يشغله شيء عدى الفضول الذي أثار سمعة وهيج أشجانه عن الفتاة الأموية التي يأتي الى مجلسها كل أعيان وسادة قرطبة يطلبون ودها ويتنافسون إعجابها سليلة الخلائف من بني أمية"ولادة بنت المستكفي".
ولادة لم تكن امرأة عادية عابرة شأنها شأن باقي النساء.وكذلك هو ابن زيدون لم يكن رجل عاديا.ويمكننا القول ان ابن زيدون وولادة كانا إكفاء أندادا نسبا ومنزلة.والخصال التي جمعتهما أنهما كانا على قدر وافر من الذكاء والفطنة.
وماهو متواتر عنهما أنهما كانا ايضا على مبلغ من حسن الخلقة التي حباهما الله إياها
وإن كان جمال الصنعة لايعد ميزة ذاتية مكتسبة إلا ان رقي الشمائل والنشأة والتأديب يجعلها مكتملة الجمال.وجاء في وصف ولادة انها كانت فائقة الحسن بديعة الجسد لاتتورع في كشف مفاتنها.وتلبس أثوابا تظهر مواطن اللذة والفتنة فيها.والى ذلك كانت ذات عقل راجح وفراسة وكياسة وهي صفات قل ما تجتمع كلها في امرأة.
وقعت ولادة في حب ابن زيدون وأيأست كل منافسيه على الظفر بقلبها.يقول ابن زيدون في إحدى ليالي مجالس أنس ولادة وهو يفصح عن مذهبة في العشق لولادة"أصل من وصلني واقطع من قطعني.ولااعطي إلا بقدر ما آخذ.ولا اقيم في دارا تحول عني أصحابه.
وهل يعطي العاشق حين يعطي إلا وهو يأخذ. فإن لذة الوصل لاتقوم إلا بالاثنتين فعطاء أحدهما أخذ وعطاؤه عطاء.وماحاجة المعشوقة الى رجل يعرض عليها من نفسه ماتأبى أخذه.إلا ان تكون غاية العطاء باقة ورد وعقد جوهر وبضع أبيات من الشعر ومن كانت من بيت عز فهي مستغنية عن ذلك".
وعن سجالة مع الوزير ابن عبدوس المقرب من آل جهور والمفتون بولادة هو الأخر.والتي انصرفت عن منادمتة الى ابن زيدون. وفي إحدى ليالي سمر ولادة التي جمعت ابن زيدون مع ابن عبدوس وثلة من عشاق ولادة هزأ ابن زيدون من ابن عبدوس وهو يسألة عن هندامة الذي يرتدية من أين أشتراه..وعندما سألة ابن عبدوس لما السؤال أجاب ابن زيدون أريد ان أبتاع مثلة لعمتي. وضج المجلس قهقهة على ابن عبدوس الذي لم يسعة البقاء بعد الذي قاله له ابن زيدون.ومما هو مختلفا علية بين معاشر الكتاب والنقاد هو مايخص مطالع الشعر التي قيل ان ولادة كانت تقرضه وتجيده ومن هذه المطالع قولها:
إنآ وان نظر الأنام لحسننا
كضباء مكة صيدهن حرام.
وقيل انها كتبت على أحد أثوابها في إحدى المرات قولها:
أنا ولله أصلح للمعالي
وامشي مشيتي وأتيه تيها
أمكن عاشقي من صحن خدي
واعطي قبلتي من يشتهيها.
غير ان الآراء متضاربة بخصوص ذلك ومع هذا أرجح أنها قالت ذلك الشعر ولا أنكرة عليها لما تواتر من أخبارها التي أجمعت على أنها محبة للأدب والشعر والموسيقى وملمة بكل الفنون التي كانت تجتمع جميعها في مجلسها.
وجاء ان الصباح أدرك ابن زيدون وولادة وقد أغشيا عشقا في حديقة قصرها وهم ابن زيدون بوداعها فأنشد شعرا يقول فيه:
ودع الصبر محبا ودعك
ذآئعا من سره مااستودعك
يا أخا البدر سنا وسنأ
حفظ الله زمان أطلعك
أن يكا ليلي طويل إنما
بت أشكي قصر الليل معك
والأخبار تتنزل كاالصواعق على سمع ابن عبدوس الذي أيقن ان ولادة قد شغفها ابن زيدون حبا وشعرا ترددة العامة والخاصة من الناس.وهذا الذي لم يستطع لة دفعا.ولكنة دفع بما يوغل قلب ابن جهور صاحب قرطبة على أبو الوليد بن زيدون وأخبره عن مايقولة ابن زيدون عن آل جهور.وقد كان ابن زيدون ذو اعتدادا بنفسه وله خيلاءة وغرورة الذي عرف عنه.وقيل انه كان دائم التذكير بمأثرة وصولاتة وجولاتة ودوره الذي لولاه لما وصل بني جهور لسدة حكم قرطبه.
وكان كثير التفاخر بحنكتة في شئون الدولة والسياسة.وفي نفس الوقت لم يدع ابن عبدوس فرصة إلا وغتنمها لكسب ود ولادة ولم يقطع عاداته معها ولم يمنع عنها هداياه النفيسة والتي حرص على زيادتها منذ وقعت في عشق ابن زيدون.
الغيرة هي التي أثارت حفيظة ابن زيدون.وهي التي حملته على كتابة رسالته التهكمية الساخرة الشهيرة على لسان ولادة للوزير بن عبدوس ومما جاء فيها قوله: أيا هجين القذال ارعن السبال طويل العنق والعلاوة مفرط الحمق والغباوه جافي الطبع سيئ الإجابة والسمع بغيض الهيئة سخيف الذهاب والجيئة ظاهر الوسواس منتن الأنفاس كثير المعايب مشهور المثالب كلامك تمتمة وحديثك غمغمة وبينك فهفهة وضحكك قهقهة ومشيك هرولة وغناك مسألة ودينك زندقة وعلمك مخرقة.مساو لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلا بالطلاق .فوجودك عدم والإغتباط بك ندم والخيبة منك ظفر والجنة معك سقر.كيف رأيت لؤمك لكرمي كفاء وضعتك لشرفي وفاء واني جهلت ان الأشياء انما تنجذب الى إشكالها والطير انما تقع على إلافها.وهلأ علمت ان الشرق والغرب لايجتمعان وشعرت ان المؤمن والكافر لايتقاربان وقلت الخبيث والطيب لايستثنيان..وهي رسالة معروفة أحكم ابن زيدون نثرها وسجعها البديع.
غير ان الذي اغضب ولادة كثيرا من ابن زيدون كانت ابياتا من الشعر قالها ابن زيدون وهو يقرع ويذم ابن عبدوس والتي يقول فيها:
أكرم بولادة ذخرا لمدخر
لوفرقت بين بيطار وعطار
قالوا أبو عامر أضحى يلم بها
قلت الفراشة قد تدنو من النار
عيرتمونا بأن قد صار يخلفنا
فيمن نحب ومافي ذاك من عار
أكل شهي أصبنا من أطايبه
بعضا وبعضا صفحنا عنه للفار
وأجهزت الغيرة على ولادة كما أجهزت على ابن زيدون.ويذكر ان ولادة كانت لها جاريه بارعة الصوت وتجيد الغناء.وما ان بدأت تغني حتى أبدى ابن زيدون إعجابا بصوتها متضاهرا لكي يثير غيرة ولادة ويضرم نيرانها وهو يتمايل راقصا حول جاريتها.ولم تتمالك ولاده عجب ابن زيدون باالجاريه فصفعتها وأمرتها بالخروج فنهض ابن زيدون وصفع ولادة فغضبت غضبا شديدا وقيل أنها قالت لأبن زيدون: "أتضرب أبنت الخلفاء يابن زيدون..وانت الذي مازدت على إن جعلتها بغيا في شعرك الذي قرعت به ابن عبدوس".وضلت هائجة المزاج وهي تدفعه للخروج من قصرها.ويقال ان ابن زيدون أدرك خطأه بصفعه لها. وحاول ان يهدئ من روعها وهو يرجوها ان تقيله عثرته معها لكنها لم تأبه ولم ترضى..ومما قاله ابن زيدون في هذا الموقف نادما إسفا وخلده شعرا قوله:
إن تكن نالتك بالضرب يدي
وأصابتك بما لم إرد
ولقد كنت لعمري فاديا
لك بالمال وبعض الولد
فثقي مني بعهد ثابت
وضمير خالص المعتقد
ولئن ساءك يوم فاعلمي
أن سيتلوه سرور بغد
ويجمع المؤرخين ان ابن زيدون لم يرى ولادة بعد تلك الليلة الى ان ماتت.رغم انه حاول ان يستعطفها ويصلح ماجرى بينهما إلا انها أبة ان تسامحه ويقول ابن زيدون في نونيته المشهورة:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقا
إليكم ولا جفت مآقينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي
علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت سودا
وكانت بكم بيضا ليالينا
وله قصيدة أخرى مشهورة يذكر فيها ولادة ويتشوق إليها:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والأفق طلق ومرأى الأرض قد راق
وللنسيم اعتلال في أصائله كأنه
رق لي فاعتل إشفاقا
والروض عن مائه الفضي مبتسم
كما شققت عن اللبات أطواقا
يوم كأيام لذات لنا انصرمت بتنا
لها حين نام الدهر سراقا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جال الندى فيه حتى مال أعناقا
كأن أعينه إذ عاينت أرقى بكت
لما بي فجال الدمع رقراقا
ويقول في مطلع أخر من ذات القصيدة:
ورد تألق في ضاحي منابته فازداد
منه الضحى في العين إشراقا
سرى ينافحه نيلوفر عبق وسنان به
منه الصبح أحداقا
كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا إليك
لم يعد عنها الصدر أن ضاقا
كان التجاري بمحض الود مذ زمن
ميدان أنس جرينا فيه أطلاقا
فالآن أحمد ماكنا لعهدكم
سلوتم وبقينا نحن عشاقا
ولم تمر شهور قليلة على هجر ولادة لة حتى توالت علية النكبات من كل جانب. إذ أمر صاحب قرطبة أبي الوليد بن جهور بحبسه والتنكيل بة لقاء التهمة التي لفقها حسادة له. وهي اتهامه بمراسلة ملك إشبيلية المعتضد بن عباد.ويذكر أصحاب الأخبار ان بن زيدون مكث مايقارب العامين في سجن بن جهور الى ان نجح في الفرار والهرب والخروج من قرطبة سنة441ه.
وأما ولادة فقد إذاعة خبر اعتزالها وعزوفها عن استقبال رواد مجلس سمرها.واعتذرت عن مقابلة الناس وعتزلت الظهور نهائيا..وقيل أنها هي التي ساعدت بن زيدون في الهرب من السجن عن طريق طلبها المساعدة في ذلك من الوزير بن عبدوس على ان هذا القول شحيح الذكر وليس له أوجه متواترة تؤكده والقول الأرجح ان الوليد بن جهور ولي عهد قرطبة ورفيق بن زيدون وصاحبة هو الذي دبر حيلة هربه من السجن وهو قولا متواترا وله أوجه كثيرة مؤكدة.
كانت فترة حياته في إشبيلية هي الأطول وتزوج بها وكان له عدة أولاد برز منهم ولده البكر ابوبكر والذي كان يحضر مجلس الملك المعتمد بن عباد مع أبية بن زيدون في آخر أيام حياته. .وكانت فترة حكم الملك المعتضد بن عباد هي الأشد مراسا على بن زيدون نظرا لان المعتضد كان طاغية جبار لايؤمن جانبه وليس من السهل مداراته وكسب ثقتة وحضوتة إلا ان بن زيدون كان رجل سياسة محنك وأجاد التعامل مع المعتضد.
ويجمع المؤرخون ان بن زيدون استطاع مجاراة المعتضد ولجم جموحة المتكبر المتغطرس.ورغم ان اللقاء الاول الذي جمع ابن زيدون مع المعتضد لم يكن يبعث على الأرتياح إذ وصل ابن زيدون والمعتضد يفرك يديه بالماء من أثار دماء مستشارة القاضي ابن الزبيدي والذي قتلة بسبب اتهام المعتضد لة بالخيانة ولم يكن يوحي ذلك اللقاء بإن ابن زيدون يستطيع المكوث في إشبيلية ليلة واحدة وهو يرى القاضي ابن الزبيدي محمولا على الأكتاف مضرجا بدمائة.ولكن ابن زيدون عانئ مرارة السجن في قرطبة والأقسى من مرارة السجن ماكان من هجر ولادة لة.ويوم مات المعتضد يقال ان ابن زيدون قال لولدة ابوبكر الان فقط استطيع ان أستريح مات الليث ولم أعد في حاجة الى ان أمسك الليث من أذنية ويقصد بقولة"الملك المعتضد".
وأما فترة تولي المعتمد بن عباد الحكم فكانت الفترة التي تنفس فيها بن زيدون صعداء روحة ووجدانه فقد كان المعتمد رقيق القلب لين المعشر يخالف أباة المعتضد في كل طباعة وخصاله.وكما وكان شديد التوقير والاحترام والتقدير لأبن زيدون ويحرص على ان لايقام مجلس سمر او أنس إلا وابن زيدون معه يجالسة وينادمه ويرتجلان الشعر على أنغام الغيان.والمعتمد لم يكن ملكا فحسب بل كان شاعرا فذا وله أشعارا خلدها تاريخ الأندلس الغابر.وفي عهد المعتمد سقطت قرطبة على يد وزيرة ابوبكر بن عمار.وعمر ابن زيدون يناهز الستون عام.
وأصر المعتمد على ان لايدخل قرطبة إلا وأبو الوليد بن زيدون الى جوارة وهذا ماكان.ولم يدر بخلد بن زيدون بأنة سيعود الى قرطبة مرتع صباة ومحل صبواتة ونزواتة وعنفوانة وحبة القديم الذي حملة معه طيلة السنين.وما ان وصل المعتمد قرطبة ومعة ابن زيدون حتى طلب منة العودة الى إشبيلية لأمرا جلل من أمور الحكم يستدعي ذهابة.ولم يدرك المعتمد ان في ذلك مشقة على ابن زيدون.ولم يشاء ابن زيدون ان يخالف المعتمد ومتثل لإمرة وخرج الى إشبيلية وما ان وصل حتى اكمل مهمته على أكمل وجه.وذهب الى دارة ليستريح وولده ابوبكر الى جواره لافضا أنفاسه الأخيرة في الدنيا مناجيا ولادة بقولة القديم فيها:
لاسكن الله قلبا عق ذكركم
فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
متوفيا في إشبيلية سنة463ه الموافق5أبريل لعام1071م.
وأزعم كقارئ ومحقق في قراءتي لبن زيدون الى إثارة وتسجيل مسألتين هامتين.الأولى:ان ابن زيدون كان رجل سياسة وكان داهية عقلا وتدبيرا.ويمتلك من المقدرات والمواهب مايؤهلة ان يطمح الى ان يكون ملكا في تلك الفترة.وليس هذا فحسب بل انني أتعارض كثيرا مع الذين اختزلوا شخصية ابن زيدون كشاعر وعاشق أحب ولادة وقال فيها شعرا وأغفلوا ان ابن زيدون لم يكن شخصا خامل الذكر مغمورا وكان صاحب طموح الى ماهو أبعد مما كان علية من المنزلة كوزير وسفير مفوض لبني جهور وفي ذلك ذكر وتوثيق في سيرتة.
وأتفق مع الذين ذهبوا الى ان بن زيدون كان يرتب مع شيوخ العرب من قريش في قرطبة للانقلاب على حكم بني جهور لولا ان ابن جهور تنبة لطموحة وأشياخ العرب سريعا ووضعة في السجن. وعلى خلاف ماذهب إلية الآخرون في أصل خلافة مع آل جهور وقولهم الذي حصروة بتعليلهم ان ابن زيدون كان يشعر ان بني جهور لم يقدروه حق قدرة ولم يعطوه منزلتة.والمسألة الثانية ماجاء في ذكر ولادة وتصويرها على انها امرأة متهتكة لعوب.وهذا يصطدم مع اتفاق جمهور النقاد والباحثين حين يؤكدوا ان ولادة اعتزلت الدنيا الى ان ماتت بعد الذي وقع بينها وبين ابن زيدون.وفي تقديري ان اعتزال ولادة وهجرها الدنيا يدل على معدن وجوهر امرأة ذات كبرياء وكرامة وذات شخصية قويه وليس من السهل إخضاعها وإضعافها.
وتمتلك ذاتا تحترم إلا ان المتواتر السيئ من الأخبار التي تصورها بتلك الصورة السيئة مازالت كما هي في بطون كتب التاريخ رغم اني والقليلين أظنهم يوافقونني لانتفق مع هذه الصورة السيئة وإن لم تمحى.
رحل ابن زيدون ورحلة ولادة ورحلة معهما الأندلس وبقيت جاهلية العرب !