آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-11:43م

حزب الإصلاح ليس حركة النهضة و العدالة التركي

الجمعة - 04 نوفمبر 2011 - الساعة 11:46 م
حميد عقبي

بقلم: حميد عقبي
- ارشيف الكاتب


حميد عقبي

 لو تحدثنا عن حزب الاصلاح باليمن فان تسميته بحزب اسلامي قد لا يكون حقيقة, هذا الحزب يرفع نفس الشعارات كبقية الاحزاب الاسلامية مثل شعار( الاسلام هو الحل) و شعار (لا شرقية و لا غربية) و غيرها من الشعارات التي تحمل مفاهيم دينية لنظام الحكم لكن هناك اختلافات عميقة بينه و بين حزب العدالة التركي او حركة النهضة التونسية التي حازت على اغلبية في الانتخابات الاخيرة بتونس لعل اهم هذه الفوارق ان الاصلاح حزب يتحكم فيه و يسيطر عليه الفكر القبلي و ليس المدني.

 

القبيلة مشكلة كبيرة باليمن كون المشائخ يستندون الى اعراف و تقاليد يحكمون بها منذ القدم و ليس لديهم استعداد للتنازل عنها, رغم ان بعض هذه الاعراف قد تكون محرمة و لا صله لها بالدين الاسلامي, انضمام مشائخ و قبائل لحزب الاصلاح كان و مازال دافعه هو المصلحة المادية فقط و ليس اقتناع بفكر او اتجاه او رغبة للتحول و التطور في اتجاه الحياة المدنية سياسية و ثقافية و اجتماعية , لم يعمل الحزب على بذل اي جهد في سبيل تطوير و تجديد بداخله بل ظل للمشائخ مواقع مرموقة و ظلت حياتهم كما هي و مصالحهم الذاتية لها الاولية, فاغلب مشائخ اليمن لديهم علاقات وطيدة مباشرة مع المخابرات السعودية و هم يستلمون رواتب سنوية من السعودية و غيرها و لم يقطع اعضاء الاصلاح علاقتهم بالمخابرات السعودية و لم يلزمهم حزبهم بذلك بل ان بعض القيادات من الجناح المتنور المدني للحزب انضم للقائمة و المصيبة الكبرى ان قيادات اصلاحية كانت تعمل في الامن السياسي لنظام الرئس صالح باليمن الشمالي.

 

بعد الوحدة سارع الاصلاح للمحافظات الجنوبية مدعوم من نظام صالح لهدف ضرب الحزب الاشتراكي و الاحزاب المدنية وتم تقوية و اعادة احياء القبلية والقضاء على المظاهر المدنية و استغلال شعارات دينية كون ما كان يقلق صالح هو تلك المظاهر المدنية و وجد في الاصلاح وسيلة فمده بالمال و السلطة و رسم معه خطط تامرية قذرة لتصفية رموز الاشتراكي و شخصيات فكرية , كانت حرب الانفصال فرصة ذهبية لافراغ الجنوب من رموزه المدنية اكتشف ابناء الجنوب هذه المؤمرة فتعالت الحركات الداعية للاستقال كحق شرعي كون الوحدة كانت عقد اجتماعي مبني على مصالح مشتركة لكن النظام و حليفه الاصلاح جعلو من الوحدة امر مقدس و الحقيقة كان المقدس هي مصالحهم و ليس وحدة التراب اليمني فسفكت الدماء و دُمرت الارض و نُهبت البلاد و تم ممارسة افضع الجرائم باسم الوحدة و الدين.

 

مع كل انتخابات كان النظام و الاصلاح يتفقون على خطط و خارطة معينة تحفظ مصالحهم, لذا نجد صالح لهذه اللحظة يرى ان انتخابات مبكرة ستنقذه كونه يثق و متفق تماما مع شريكه و ان امور كثيرة ستنكشف لاحقا مع انتصار ثورة الشباب و الانتصار الحقيقي هي رحيل نظام صالح كاملاً اي هو و المعارضة الرسيمية التي يتزعمها الاصلاح, لعل حزب الاصلاح قام بدوره و قبض الثمن بإِفساد الحياة السياسية و استمالة و مسخ احزاب مدنية لعل قيادات الناصريو الاشتراكي و غيرهم خانوا الامانة بكسب مصالح شخصية و الانضمام لنظام هالك.

 

لعلنا من هذه الحقائق نكتشف ان حزب الاصلاح لا يمكن مقارنته بحزب العدالة التركي او النهضة التونسية فهذه احزاب مدنية متنوره تعتمد على نضال و قاعدة شعبية تعمل من اجل رفاهية المجتمع ليس لها صلات مشبوهه مع مخابرات اجنبية كما هو الحال مع الاصلاح اليمني اضف لذلك امتلاك الاصلاح لميليشيات مسلحة تعمل بتوجيهات مخابرات دول اخرى.