آخر تحديث :الثلاثاء-13 مايو 2025-02:26م

دارسو الإعلام ضحايا استغلال بعض الجهات .. في ظل انعدام القوانين الرادعة للحد من تفشي عشوائية العمل في المجال

الخميس - 13 أكتوبر 2016 - الساعة 10:23 ص
احمد شلبي

بقلم: احمد شلبي
- ارشيف الكاتب


عاد (س.ص.ع) بعد غياب ، عاد ليروي لي قصته ،التي لربما نعيشها انا وأنت وهو وأنتي

تحدث بحرقة وملامح اليأس قد أرتسمت على جبينه " ذهبت إلى جميع المؤسسات الإعلامية ، على أمل الحصول على عمل ، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل ، رغم أنني أمتلك الكثير من القدرات التي أستحق من خلالها على فرصة لأأقول شق مستقبلي بل مواصلة تعليمي وقوت يومي ، هكذا القدر "

قالها بإستسلام ، آخذ بعدها نفساً طويلاً بعد أن أحس بطعنة ، في مسيرة حياته .

أردت الحديث ، ثم تراجعت لأن حديث الحقيقة تنقطع فيه الألسن ويكون الكلام في حضرتها بلا طائل.

" لقد عملت كثيراً مع أغلب تلك المؤسسات بشكل طوعي وبعض آخر لعدة أشهر، كان أبسطها استغلالي ، وأعظمها أتهامي بالسرقة ، تعلمت الكثير من تلك التجربة ، انكشفت لي حقائق كثيرة منهم من يطبل ومنهم من يخدم أجندات معينة ومنهم من يستثمر ومنهم أيضا من يستحمر"

يا أحمد "مخاطباً لي ": الطريقة الأقسى والأكثر فضحًا للعيوب والأكثر جلدًا للذات ستكون دائمًا وأبدًا هى السخرية ، لأبد من تعرية الواقع من كل زيف ، عندما دخلت في مجالي كنت مؤمناً بأهدافي ، وراهباً في مواصلتي إياه ، لقد أنصد مت في واقع مرير ، كنت أظن بأنني وبإننا وبأنك صاحب رسالة ، جميعنا كاذبين !!!! فوضعنا مضحك إلى حد البكاء، ومبكي إلى حد اليأس والذهول ، لم تعدهناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها لأنها أندثرت ، وربما لم تكن موجودة !! الخطوط جميعها مزجت مع بعضها وشكلت جاهلاً يصف نفسه بالمدرسة الإعلامية والصحفية ويضيف إلى ذلك السياسية ويعتقد مجرد اعتقاد أنه النجم اللامع والقمر الساطع ، فيصدقه الناس ويصدق نفسه ".

"اااااااه ااااااه "

فقلت قف دعني أكمل الآه الثالثة ياصديقي : ااااااااااااااااااااااااااااااااااه

يا أحمد " لقد أضحى الدخول إلى الإعلام بهدف أو بغير هدف برسالة أو بغير رسالة مهما كانت ثقافته ومهما كان فكره ، المهم في ذلك أن تجمع مالاً كثيراً ، حراماً في الشريعة الإسلامية ، ولكنه حلالا في شريعتك (الجشعة "الهامبوية") ، ضارباً بالإعلام عرض الحائط ، والبعض الأخر لا يضرب ولا يحرك ساكناً ولايعلم بالإعلام شيْ ، إنما هو سائراً "لا يعلم إلى أين المسير،هكذا ( على البركة) "، وبعضهم أفتتح له أحدهم مركزاً ، أو صحيفة ً، أو موقعاً ، أو مؤسسة ً ليكون صاحبها بوقاً ويأتي بأسرته تعمل معه في تلك الوسيلة وتتكاثر الأبواق التي تكيل المديح لأصحاب الجلالة و الفخامة والسمو(المحليين) "قبحهم الله جميعاً "

قاطعته : من البداية لم أفهم يا عزيزي ما تقول كلامك غامض ماذا تريد تحدث من النهاية ، تريد عمل ، الناس لم يجدوا أي فرصة الوضع سي للغاية .

قال : " لم تفهمني يا أحمد ، إنها الازدواجية ، وقلت لك لست أنا الوحيد بل على شاكلتي الكثير، لم نجد فرصا ، لأن غيرنا يعمل في مجالنا ، وتفشي التسميات بالإعلامي ، والصحفي والكاتب وغيرها ، أنا وأنت ، لازلنا ندرس ولازلنا في بداية مشوارنا قد نخطي ، لكننا سنتعلم من الخطاء وسنعمل في مجالنا أن أتيحت لنا الفرصة التي باتت كالحلم ، فنحن لسنا فتيات مع احترامي لأخواتنا ، لكنها الحقيقة فقطعان الخراف قد زادت، وأستفحل الغباء والعشوائية المفرطة " .

"ذهبت إلى أغلب المؤسسات بل جميعها وأغلقت جميعها بوجهي ، قلت قدراً نعم !! قدراً صنعناه بأنفسنا ، أنا اليوم لم أجد مالاً أتناول به وجبات الطعام الأساسية ، هل تريدني أن أستمر هكذا يا أحمد ؟؟؟ بالطبع لا سيأتي إلي أحدهم وأنضم إلى تلك الغافلة ضاربا بالوطن في عرض الحوش وليس الحائط ، من أجل البقاء ، وسأستمر في إدعائي العلني فقط بالوطنية ، وأعمل مع من يدفع لي ، حتى وأن كنت غير رأضياً عنه ، لكنني مجبراً على ذلك ، في ظل عدم وجود الضوابط لمجالنا ، وإعطاء كل ذي حق حقه .

قلت له : وهل ستفعلها وتنضم لتلك القافلة ؟؟؟؟

قالها بِمِلْءِ الْفَمِ :"أموت عزيزاً ،لكن لست أحني الرأس ذلاً".

انتهى ...

نصيحة

كثيرون، يائسون، غاضبون للغاية، هم فقط ينتظرون لحظة الانفجار، فلنحذر ، فلتحذر .

لا_للإزدواجية

لا_للعشوائية

لا_للخرفنة_والنعجنة

نعم_لوضع_خطوط_حمراء ( خطر يمنع الاقتراب )