قال الله تعالى (وما النصر إلا من عند الله)
لم يسجل التاريخ الحضرمي يوما كهذا اليوم المميز الذي تحقق فيه نصرا مظفرا عطشت له حضرموت مدى طويلا ظلت فيه رصينة قيود التبعية لنصف قرنا من الزمان ذاقت فيه كل صنوف الظلم والقهر والنهب ، ولكن أحفاد جيش البادية الحضرمي الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بعد أن رأوا أهلهم في مدينة المكلا وبقية المدن الساحلية تقهرهم تلك العصابات الإرهابية المارقة اهتزت لها وجدانهم وأبو إلا أن يقطعوا تدريباتهم العسكرية القتالية القليلة خلال أشهرا معدودات والبعض لم يستكمل شهره الأول من الانضمام للجيش وأقسموا أن يمرغوا أنوف هؤلاء البغاة في التراب وأن يستكملوا بقية تدريباتهم في معارك فاصلة يكونوا فيها أو لا يكونوا .
وبفضل من الله سبحانه وتعالى ومباركته أثبتوا صمودهم وسطروا ملحمة بطولية نادرة لم يكن لها نظير في الاستبسال على أعلى المستويات العسكرية وحققوا أسرع حسم عرفته الحروب الحديثة تمثل بساعات قليلة على أرض بلغت طولا مئات الكيلومترات بتضاريسها الجبلية الصعبة قاتلوا فيها جبهات من المقاتلين المدربين المدججين بأقوى الأسلحة والكمائن القناصة والألغام والسيارات المفخخة ،لقد تخطى جيش حضرموت كل جبهاتهم وحواجزهم القاتلة كرا دون فر في زمن قياسي انبهرت به عقول كبار قيادات الجيوش الأخرى .
ويالها من لحظات حاسمة سابقوا فيها مغيب شمس مدينتهم المنكسرة لمعانقتها في يوم تاريخي ارتفعت فيه الأعناق الحضرمية إلى عنان السماء وأنهمرت فيه دموع الفرح من مآقي كل حضرمي على وجه الأرض كان يتابع خطوات جيشه البطل .
ويالها من لحظات جميلة عاشتها حضرموت في أستقبال جيشها العظيم وقياداته البطلة النادرة التي خططت للمعارك على عجل وقادتها على كل الجبهات برزانة وثبات مكنها من تحقيق نصرا كان له من العظمة ما أفرح أمة كاملة متناثرة على وجه الأرض بمشاركة طيران التحالف والمساعدات العسكرية واللوجستية من سلمان الحزم وعيال زايد وبقية دول التحالف العربي الذين قدموا الغالي والنفيس لحضرموت الحضارة والأنسان التي لن تنسى هذا الجميل .
أن حضرموت أصبحت تتلألأ وتتزين بدرر جيشها البطل وتأمن به، ويحق لها أن تفخر بما حققه من أنجاز هو الأول له على أرض الواقع وتنتظر منه المزيد من الأنجازات العسكرية والحفاظ على هويتها ومكتسباتها وترابها الطاهر والأستماتة في تحقيق الأمن والسلام في ربوعها الغالية .
تحية لهؤلاء الأبطال الذين كسروا كل الحواجز وحطموا سطوة طغاة العصر ورفعوا حضرموت إلى مكانتها اللائقة بها ،
أسأل الله الرحمة والمغفرة للشهداء الأبطال الذين سقطوا في معركة الكرامة ورووا بدمائهم الطاهرة أرض حضرموت الغالية ،وأن يمن الله بشفائه على الجرحى والمصابين.