الحقيقة والواقع الذي ينطق بلسان المواطن أننا مررنا ولازلنا نمر بمراحل تعيسة كثيرة من حياتنا في بلدنا، والتي أصبحت تصيب المواطن بالملل مما يعايشه ويعيشه ويراه ويعانيه في حياته، وقطعاً كل ذلك بفعل ونتاج أفكار وسلوك السياسيين، والذين آمن واعتقد وظن ووثق فيهم الشعب لتسيير دفة البلد ليعم الاستقرار والأمن والأمان، وتصبح التنمية هي الهدف النهائي لمن أمتهن السياسة في بلادنا، لقد حفظنا المصطلحات السياسية التي دارت وتدور حتى الآن ومنذ زمن طويل، بل لقد أصبح المواطن من كثرة قراءته وسماعه لخطب السياسيين سياسياً بامتياز.
لقد مرت علينا مصطلحات سياسية وألفاظ ينطق بها من يمتهنون السياسة، وجعلوها مبتغاهم وليس وسيلة لوصول الوطن لبر الأمان، يا ترى كم من المرات خطب فينا من اعتقدنا أنهم نبلاء وسياسيون هدفهم فقط التنمية وبسط الأمن والأمان، والحفاظ على كرامة الإنسان والقانون والمساواة والعدالة والعجيب أننا لم نرى ونلمس ذلك حتى معهم وهم في السلطة أو خارجها وداخل الوطن أم خارجه، ترى كم من الخطباء هؤلاء أشبعنا بكلمات مصلحة البلاد وتنميتها والقضاء على الفقر وهلم جرا من تلك الكلمات والألفاظ الرنانة.
ترى أليس غريباً أن نتجاوز الخمسين من العمر ويزيد ونجد أمامنا نفس الأشخاص ممن سماهم البعض بالقيادات التاريخية !
يا ترى هل هؤلاء يتجددون في الفكر ويسايرون الزمن ومتغيراته والمنطقة والإقليم ليصبحوا فاعلين وقابلين للعمل والإنتاج في كل زمان ومكان ! إذا أصبح هؤلاء بهذه الصفات وظنوا أنفسهم هكذا فقد قارب وصفهم، بل لقد أصبح هؤلاء السياسيون في نظر الكثير كالأصنام، يعبدونها دون أن يعوا ويدركوا أن الوقت والزمن قد فاتهم وانتهى دورهم بحلوهِ ومرهِ .
حقيقة لقد مللنا من أمثال هؤلاء السياسيين أو لنقل صراحة المتشبثين بسلطة السياسة والظانين أن لا خيار للشعب والبلد إلا هم، والأدهى والأمر أن البعض منهم يتشدق بمصطلحات الديمقراطية والنقل السلمي للسلطة والشورى ومصلحة الوطن في هذه المرحلة الحساسة والاستراتيجية، وكأن كل ذلك لن يتم إلا عبر هؤلاء وعبر أطروحاتهم ونظرياتهم وسواءً هم سياسيو دوله أم أحزاب هم أقرب إلى بائعي كلام .
من المؤلم صراحة أن يصبح هؤلاء الأصنام المحنطين ( وأظنه وصف يليق بهم ) سواءً كانوا في السلطة من قبل أم لم يكونوا في السلطة السياسية في البلد يعيشون حياة البذخ في معيشتهم، ويتنقلون من بلد إلى بلد آخر لحضور المؤتمرات والاجتماعات والندوات التي يزعم هم ومن يديرها أنها لمصلحة البلد، وإخراجه من أزمته ناسين أننا كشعب بسيط نعرف ونعي بل ونؤمن ونتفق جميعاً أن هؤلاء هم سبب كل أزمات البلد .
لا أدري ألا يخجل هؤلاء أننا ندرك ونعي أنهم يتلقون مبالغ مالية شهرية وتذاكر سفر وغير ذلك لتكون حياتهم سعيدة ونحن في بلادنا نعيش حياة تعيسة، ألا يستحي هؤلاء أننا نفهم ونرى أبناءهم يذهبون لتلقي التعليم في مدارس وجامعات خاصة في الخارج يدفعون رسومها مما يقبضون على حساب الوطن وأهله، وبالمقابل أولادنا وبناتنا بالكاد يجدون كرسي دراسة يجلسون عليه في المدرسة في كثير من المناطق في اليمن.
قد يظن البعض أن إشارتي لشخص معين وجهة محددة، والحقيقة أنني أوجه كلامي هذا للجميع، لجميع من امتهنوا السياسة والسلطة وخرجوا منها إلا من رحم ربي، وبصرف النظر عن الخروج وأسبابه، وإشارتي هنا لكل من يتزعمون أحزاب ومؤسسات فاعلة في المجتمع، ولكل من امتهن السياسة سنوات طوال ولازال في السلطة أو خارجها أو متشبث بها ولم يكتف بما حصل. ويعتزل العمل السياسي ويترك البلاد والعباد .
يا هؤلاء نستحلفكم بالله أن تتركوا البلاد والعباد من ترهات خطبكم ومقابلاتكم وحيلكم ونشاطاتكم ومؤتمراتكم وتصريحاتكم وخططكم وأفعالكم وايجابياتكم وسلبياتكم وتقضوا بقية حياتكم في وئام مع الناس والوطن، لقد مل الشعب والوطن من كل ذلك، وبلادنا حبلى وولادة لمواطنين صالحين لم يجدوا الفرصة لإظهار قدراتهم في إدارة الوطن، فإن كنتم تظنون وتعتقدون أن لا غيركم يستطيع إدارة مصلحة الشعب فانتم واهمون، ويامن تقيمون برفاهية نعرفها خارج البلد وداخل الوطن وتصيبونه بين فترة وفتره بنيران تصريحاتكم نقول لكم كفى.
كفى ويكفي من سنوات طوال لم نعد نحصيها من ترهات أفعالكم فلدينا من الكفاءات من يستطيع الوصول بالبلد إلى الأمن والتنمية إذا ما تكرمتم وأعلنتم اعتزالكم للسياسة وتركتمونا وشأننا فقد فعلتم بالبلاد والعباد ما يكفي، أيها السياسيون في بلدي اعتزلوا السياسة كفاكم عبثاً ..