" افتح لك جامعة ".. هذا ولا شك ، هو المقترح الأول الذي سيطرحه عليك مستشارك (المولعي) لتنمية المال وتضخيم الأعمال ، بعد أن يسخر من عبقرية فكرة مشروعك الاستثماري السابق (مزرعة فراولة) ، قائلا: طالب في القاعة ، خير من فراولة على الشجرة !
في بلاد العجائب ، وأرض الثورات والمصائب ، شهدت السنوات الماضية ، سيما الثلاث الأخيرة ، تقلص كل شيء ، وانكماش أي شيء ، من وزن التعليم والدجاجة والحكومة ، إلى حجم المواطن و(الطلي) والدولة ، إلا أن خصوبة ربحية أكاديمية (خاصة) ، تحالفت ، أحيانا ، مع شخصيات نافذة خاصة أيضاً ، لم تخضع للظروف والقاعدة ، بل استثمرتها لصالحها ، كما جرت عليه عادة انتهازيتها ، أفرزت اليوم خارج أطر الزمان والمكان ، عشرات وعشرات الأسماء للجامعات المستحدثة والعصماء ، لتشمل قصة الحضارة والحكمة ، وجغرافيا بريطانيا ولبنان وهونولولو ، وتاريخ الناصر المعاصر وذاكرة الأندلس القديم ، وغيرها الكثير ، ولسان بعض حال وجودها يقول: مصائب جامعات (حكومية) عند جامعات (خاصة) فوائد !
عندما يمنحك القدر ، وزيرا مختصا كهذا ، وحكومة باكية كهذه ، ودكاترة (حراف) كهؤلاء ، وطلبة (حانبين) كأولئك ، فما عليك إلا أن (تشد حزامك) وتفتتح باسم الله جامعتك العريقة.. يلزمك فقط ، مبنى (مستأجر) ، ربطة عنق ، لوحة عريضة عليها إسم أعرض ، بعض الوثائق المزورة وحفنة من الدولارات الحقيقية ، بالإضافة إلى القليل من الكراسي والكثير الكثير من الطالبات والطلاب !
لم تعد اللافتات الإعلانية في شوارع صنعاء وتقاطعاتها ، على جسورها وتحت أنفاقها ، تروج كما كانت لفول الهناء ، ومشروب الطاقة وجوانحها ، وإنما ، وباستثناء مخرجات الحوار ، للعروض الجامعية (الرخيصة) والتنافسية جدا: لدينا كافة التخصصات من الإيمان للذرة ، دعك من أكسفورد والتحق بنا ، سجل في الطب تحصل مجانا على الهندسة ، شهادات عليا بنصف سعر السفلى ، تعلم بالجملة وادفع بالتقسيط ، المستقبل بين يديك والباقي في أيدينا..!
الجامعات كاليمن، ليست بخير.. وأين رئيس الوزراء ؟
[email protected]