آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-02:26ص

صور من هذا الزمان ..ظاهره الغش المدرسي

الأربعاء - 11 يونيو 2014 - الساعة 01:21 م
علي صالح محمد

بقلم: علي صالح محمد
- ارشيف الكاتب


قبل ايام لفت انتباهي حوار جميل بين بعض أعضاء عائلة الفيس بوك تركز حول ظاهرة الغش  في المدارس كظاهرة منتشرة  بين أوساط الطلاب مع قدوم حمى الامتحانات الأعدادية والثانوية وما تشكله هذه الحمى من قلق   وفزع  وارباك يصيب الأسر والطلاب معا  ،بسبب ان أساليب التقييم في المدرسة ما زالت  تعتمد على الامتحانات الكتابية، مع زحمه  في المناهج والمواد الدراسية الكميه المعتمدة على التلقين ،    ويرى البعض ان هذه  الظاهرة تعد  خطرا حقيقيا بل ومدمرا  لهذا الجيل  وعلى معارفه ، ولمست لدى البعض حماسا كبيرا من واقع  الإخلاص المهني والقلق التربوي  والدعوة الى اهميه  وضرورة  مواجهه هذه الظاهرة السيىئة بتفعيل بعض  الإجراءات بما في ذلك إشراك اجهزه الامن للحد منها.

 

و  يعرف الغش   من الناحية التربوية   (بأنه : عملية تزييف لنتائج التقويم ، كما يعرف بأنه محاولة غير سوية لحصول التلميذ  على الإجابة من أسئلة الاختبار ، وباستخدام طريقة غير مشروعة ).

 

الامر الذي لا يمكن الاختلاف حوله هو ان هذه الظاهرة وانتشارها لا يخدم باي حال حال من الأحوال الجانب المعرفي للطالب، وهي ظاهره منتشرة في اغلب البلدان التي مازال  نظامها التعليمي  يعتمد  على النمطية  و لم تصلها بعد  رياح التغيير والتطور العلمي والتقني كما هو الحال في البلدان المتطورة  .

 

 

وفي تصوري  فان المعالجات لهذه الظاهرة يجب ان تتم من واقع  ان هذه الظاهرة هي نتيجة ، وأي معالجه يجب ان تتجه   بموضوعيه  نحو معالجه الاسباب والجذور الحقيقية  الكامنة  وراء بروزها واستفحالها ، بما  في ذلك الثغرات التي يتسم بها النظام التعليمي  القائم ،حتى أصبحت  امرا واقعا يشترك  ويتنافس على تحقيقه بتباهي  الطالب والأسرة وحتى (بعض ) المعنيين في مجال التعليم ، بل ان هناك من إدارات المدارس ممن يتسابقون على تحقيق اعلى درجات التنافس ، عل اعتبار انه ليس من العدل ان يتاح الغش لطلاب في بعض المناطق ولا يتاح لغيرهم في مناطق اخرى،  .

 

وفي هذا الاتجاه لابد من الاعتراف  اولا بان هناك ازمه تعليمية كبيره تعاني منها العملية التعليمية برمتها  في بلدان عديده  بما فيها المتطورة بسبب الهوه التي احدثها  التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع على ارض الواقع وتخلف المدرسة عن هذا التطور ، بعد ان كانت في يوما ما اي المدرسة هي من يقود وينتج  هذا التطور ،   و في بلداننا  المتسمة بالتخلف عموما ، أصبحت الازمه ازمه مركبه  بل ومضاعفه  بسبب  المعاناة التي ينتجها   النظام  السياسي القائم  ، و  الذي يعاني من مظاهر الفساد والتدهور الاقتصادي والانقسامات والحروب ، اضافه  الى  ما تعانيه العملية التعليمية ذاتها  والنظام   التعليمي العام من  قصور شديد وتدهور  ذاتي يشمل كل حلقات وجوانب  العملية التعليمية   ، بدءا  من المنهج الى المقرر،  ومن المدرس المؤهل  وظروفه المعيشية الى  الكتاب المدرسي ، الى القاعدة المادية وتوفر كافه شروط العملية التعليمية المادية والبشرية، الخ  .

 

ولعل الأهم من كل ما ذكر ما هو مرتبط بالمنظومة التعليمية ذاتها التي لم تتطور أنظمتها  المعتمدة على النمطية ،لتحاكي التطور التقني في وسائل التعليم  وتستفيد منه ،اذ ان المدرسة القديمة بطرقها التقليدية العتيقة ما زالت  هي السائدة، وفيها الشيء الكثير من العيوب والثغرات  التي تتيح و  تساعد على بقاء وانتشار هذه الظاهرة  ، لهذا يمكن القول ان التعليم إجمالا من الابتدائية  وحتى الجامعة يعتبر محو اميه   من حيث الجودة بالقياس الى مخرجات التعليم   وجودته في بقيه بلدان العالم الي وضعت التعليم ضمن أولوياتها القومية ومفتاح تطورها وتلبية احتياجات الناس المادية والروحية  ، فكما يقول دانتون ( بعد لقمة العيش اول حاجة للشعوب هي التربية ).

 

 

 

والمؤكد ان هذا الحال سيستمر في بلدان التخلف   لحين يصبح التعليم والمدرسة بحق  أولى أولويات البلاد والعباد ،واعتبار ها الطريق للقضاء على الفقر ، او كما يرى  اليابانيون ( ان ثروه الشعوب تكمن بين أكتاف الناس) ، والمثل الصيني يقول  : (التعلم زوجه اثمن من الأحجار الكريمة)  .

 

ختاما يقول الشاعر:

عليك بالعلم لا تطلب به بدلا

 واعلم بأنك فيه غير مغبون

العلم يجدي ويبقى للفتى ابدا

 والمال يفنى وان اجدى الى حين .