ما زلت أشعر بالضياع
ما زلت يجذبني حنين
نحو صدر أو ذراع
فسفينتي الحيرى تسير بلا شراع
أمضي هنا وحدي و لا أدري المصير
أهفو ليوم أدفن الأحزان في صدري
و أمضي كالغدير
لو عادت الأيام
و رجعت يا دنياي كالطفل الصغير
(فاروق جويده)
وها هي ( الايام ) الصحيفة تعود بعد غياب قسري دام سنوات ، وفي كل مره تعود فيها تكون قد طوت معها مرحله بدولتها ورجالها، عادت بعد ان ودعنا ربانها الجميل الراحل هشام باشراحيل الذي غادر دنيانا وهو مفطور القلب في احدى مشافي المانيا، والذي برحيله رحل جزء من اداره القضية ، واشهد هنا انه كان موحدا للقوى والرجال، وكان يحلم برؤيه خروج المليونيات، ولم يكن يحلم بتعدد المنابر المؤدية الى التشظي وآلشخصنة ، وكان بحنكته الرمز المقبول الذي تلتقي معه كل الاطراف ، كربان حقيقي وحد الجميع تحت رأيه (الايام ) حتى أصبحت (الغريم ) الاول في نظر مراكز قوى النظام ، لهذا تعرضت للعقاب القاسي ، ولا نعرف بقيمه الشيء الا حين نفتقده ، عادت( الايام ) منتصرة فأثناء فتره العقوبة تمت هزيمه احد أقطاب الظلم و العدوان ليخرج بعيدا عن واجهه السلطة،مع بقاءه في المسرح السياسي ، وبقاء قوى النظام التقليدية التي ما زالت تمارس الهيمنة وبصيغ مختلفة وما زال الصراع مستمر .
عادت (الايام ) و مازالت الأحزان باقيه لم تودعنا ، و المعاناه باقيه لم تغادرنا ، والأفراح مسافره لم تهل علينا بعد ، ومازال المرقشي ينتظر الفرج من بين القضبان ، كرمز لحاله الجنوب كله الذي ينتظر فرج الخلاص والتحرر من السجن الكبير .
عادت الايام وكما يقال :
( بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا فإن عدتم أثنيت والعود أحمد)
، وهي اشارة بل بشارة خير لفرج ولفرح قادم باذن الله ، الفرح الآتي من صلب الأنين ،ومن خلف القضبان والأسوار ، رغم عناوين القهر والقمع، والتهميش والطمس للوجود والهويه والحق الضائع . وحاله الشتات والتشظي، عادت الايام الصحيفة ، والسؤال هل ستعود الايام التي افتقدنا حضورها البهي طيلة الخمس سنوات ؟ لتمارس دورها المفقود لتعيد البهجة للنفوس وذلك الحضور القوي لمشاعر الحماسة و ومشاعرالتصالح والتسامح والوحدةالحقيقية التي أسست وما زالت لجوهر الحراك الشعبي السلمي وللحضور القوي في المليونيات على ارض الواقع ، هل بعودتها يعود ألق الايام الى نفوس الناس ، وتلك الآمال الجميلة التي نحلم بها كل صباح ؟ ارجو ذلك .