كتب/ نبيل الجنيد
"قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا".
بهذا البيت الشعري يؤكد الشاعر أحمد شوقي مكانة المعلم السامية وقداسة مهنة التعليم، تلك المهنة التي تصنع الأجيال وترسم ملامح مستقبلهم.
ومن هذا المنطلق، علينا أن نقف جميعًا إجلالًا وتقديرًا لكل معلم ومعلمة يقفون شامخين لا ينحنون، حفاظًا على مكانة التعليم، رغم الظروف المعيشية الصعبة الناتجة عن انقطاع المرتبات وتدني الأجور، والتي ألقت بظلالها على مختلف قطاعات الدولة، وفي مقدمتها قطاع التعليم.
وأمام هذه التحديات، تبرز ثانوية ابن خلدون بمديرية دار سعد بالعاصمة عدن كنموذج في الثبات والإصرار على أداء الرسالة، في وقت قد يظن البعض أن واقع المدرسة سيكون انعكاسًا للبيئة المحيطة بها، لا سيما أنها تقع في منطقة هامشية على أطراف المديرية ، إلا أن الإدارة ممثلة بمديرها الأستاذ محمد حسن، وهيئة التدريس، يبذلون كما حسب متابعتنا جهودًا استثنائية لانتظام العملية التعليمية وإقامة الأنشطة المدرسية التي تعزز قيم الطلاب وتنمّي قدراتهم العلمية والثقافية.
وإننا نؤكد أن هذه الجهود ستظل محل احترام وتقدير لدى الجميع. ولا يفوتنا أن نتقدم بالشكر والعرفان لوزير الدولة محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، الذي كان له السبق في دعم العملية التعليمية وتشجيع المعلمين على مواصلة رسالتهم، من خلال صرف حافز وإن كان زهيدًاإلا أنه خفف جزءًا من معاناتهم، على أمل أن تُصرف المرتبات بانتظام.
ومن هذا المنبر أننا نجدد دعوتنا للجهات المعنية، وأولياء الأمور على وجه الخصوص متابعة أبنائهم والوقوف إلى جانب إدارة المدرسة وهيئة التدريس الذين يعملون في ظروف بالغة التعقيد لإعادة هيبة المدرسة ومكانتها، لتقف شامخة كشجرة وارفة وسط الصحراء.
وفي الختام، تحية وتقدير واحترام لثانوية ابن خلدون: إدارةً ومعلمين وطلابًا، على هذه الجهود النبيلة التي أعادت لنا الأمل بأن هناك من لا يزال يؤمن بأهمية التعليم الذي ترتقي به الأمم مهما كانت التحديات.