ما يقارب المئة يوم والموظف بلا راتب، وتم تركيع هذا الموظف بهذه الطريقة المهينة، ما يحز في النفس أن الموظف استكان، وذهب لممارسة عمله وكأن الأمر لا يعنيه، يذهب وأسرته تشكو الحاجة، يزاول مهامه في عمله في خدمة أصحاب الكراسي ليرضوا عنه وبطون أولاده خاوية، فيا الله كيف اختلت الموازين، وانتكست الفطر.
في بلاد الشعوب الحرة لا يرضى المواطن باختلال ميزان الروتي، فيقلب البلاد رأسًا على عقب لو مست كرامته، ونحن اختلت الموازين كلها والمواطن ساكت ولا كلمة، وكأنه ينتظر الموت، فلا حول له ولا قوة، أقصى ما يستطيع أن يفعله هو سؤاله اليومي والمكرر، متى الراتب؟
بعد أن تقطعت بنا السبل وتركتنا الحكومة لمصيرنا المحتوم، من معه مئة ألف طارفة سلف لما تتكرم الحكومة وتعطينا الراتب؟ هذا الطلب لسان حال الكثير من الموظفين الذين انتهت عندهم كل سبل الحياة، فأدويتهم لأمراضهم المزمنة انتهت، ولم يجدوا ما يقيموا به أصلابهم وأصلاب أولادهم من لقيمات من هنا أو هنا، فأصبح لسان حال الكثير يقول: هل من مبلغ مالي طارف سلف حتى تأتي لنا هذه الحكومة السارقة بالراتب؟
اصرفوا رواتب الموظفين يا سرق، ويلكم من الله يا من تأكلون الأموال الحرام والموظف لم يجد قوت يومه، ويل لكم أيها المجلس الثمانية بستون، ويل لكم يا حكومة كالمكينة التوربو تلهف كل شيء ولا تبالي إلا بالمخصصات، ويل لكم، ويل لكم من يوم تسألون فيه عن هذه الأموال.
لو فتشنا في أغلب منازل المواطنين اليوم لما وجدنا معهم حتى ما يمشيهم إلى المساء، وأعجب من الذي لا يجد قوت يومه ولا يخرج شاهرًا لسانه للمطالبة بحقوقه، فهل افتهم لكم كلامي وألا لا عاد افتهم لكم؟