متى تكتمل فرحة المواطن؟

أ.د مهدي دبان

الكل يتحدث اليوم عن الانخفاض الملموس في أسعار العملات الأجنبية والصعبة مقابل الريال اليمني، وهي بالفعل أخبار تثلج الصدر وتسر الخاطر. لقد طال انتظار هذه اللحظة، حيث بدأت الأسعار تتراجع، وتُعقد الآمال على أن تتبعها أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية بنفس الوتيرة. إنها بوادر انفراج اقتصادي طالما تمناها المواطن البسيط الذي أثقلته الهموم وكسرت كاهله الأزمات.

لكن ما يعكر صفو هذا التفاؤل، ويغلفه بحزن مكتوم، هو التجاهل المتعمد لصرف رواتب موظفي الدولة، من قبل الحكومة ممثلة بالبنك المركزي ووزارة المالية. كيف تكتمل فرحة المواطن بنزول الصرف والأسعار، وهو مفلس لا يجد ما يشتري به أبسط احتياجاته؟ يبتسم للخبر، لكنه عاجز عن ترجمة الفرح إلى لقمة عيش أو دواء لطفل مريض. يُقال له: الأسعار نزلت، لكنه يتساءل: وماذا أشتري؟ وبماذا أدفع؟

إن هذه اللحظة تتطلب شجاعة في القرار، وعدالة في الأولوية. فصوت المواطن لا يطلب مستحيلاً، بل ينادي بحقه البسيط: الراتب. آن للحكومة أن تستجيب لصرخاته، ليكتمل المشهد الإيجابي، ولتنزل الأسعار ومعها دموع الفرح من عيون أنهكها الانتظار. عندها فقط، سيضحك المواطن للنزول، لأنه سيكون قادراً على الحصول.