آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-01:29ص

آراء

الحوثيون وإستحالة الجنوح للسلم والشراكة

الإثنين - 08 يناير 2024 - الساعة 10:34 م

بقلم: عبود الحربي
- ارشيف الكاتب

عبود الحربي
للحوثيين تأريخ طويل من الإعتداءات ونقض المعاهدات والإتفاقيات الهادفة إلى إنهاء الحرب والجنوح للسلام . وذلك منذ الحروب الستة في صعدة . مروراً بنقض اتفاقية دماج وحرف سفيان وعمران وصنعاء والسلم والشركة ومخرجات الحوار الوطني وجنيف الأولى والثانية ومشاورات الكويت وعمان واتفاقية السويد" ستوكهولم" واخيراً اتفاقية الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في أبريل من العام ٢٠٢٢ .

وقد يتسال البعض عن السر وراء هذا السلوك العدواني لدى المليشيا الإنقلابية الحوثية . والجواب أن هذه المليشيا في حقيقتها مليشيا إرهابية طائفية مسيرة من النظام الإيراني الذي يستخدم التشيع كسلاح فكري وعقائدي من أجل إعادة الحلم الفارسي القديم بإعادة مجد الإمبراطورية الساسانية والسيطرة الشاملة على بلاد الرافدين والخليج العربي .

وهناك اسباباً أخرى وهي عبارة عن أحقاد تأريخية تتمحور بزعمهم حول مظلومية آل البيت والثأر لمقتل الحسين إبن علي إبن ابي طالب رضي الله عنه من النواصب والمقصود هنا بالنواصب هم الموالين للخلفاء الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين . بالإضافة إلى الثأر من جميع بني أمية وكافة المخالفين لهم من اهل السنة والجماعة .

ومن الأسباب التأريخية ايضاً الإنتقام من العرب كونهم أسقطوا المملكة الساسانية في السنة الخامسة عشر للهجرة النبوية بقيادة القائد العربي الفذ سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمعركة القادسية الشهيرة . وهناك أسباب عقائدية وعرقية وجغرافية وسياسية أخرى يعلمها اهل العلم والثقافة والسياسة .

ولأجل تلك الأسباب وغيرها يستحيل على المليشيا الحوثية الإثنا عشرية الموالية للنظام الإيراني الطائفي البغيض . أن ينخرطوا في اي عملية سلام وشراكة حقيقية تحقن دماء المسلمين عموماً واليمنيين بشكل خاص لكونهم يعتقدون أن الحكم لا يصح ولا يجوز إلا في ذرية علي إبن أبي طالب رضي الله عنه وهما الحسن والحسين وأبنائهم من بعدهم . وأن منصب الإمامة منصب إلهي خاص بهم، ولذلك فهم لم يؤمنوا بخلافة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ولن يؤمنوا اليوم بأي حاكم عربي أو مسلم من خارج السلالة . وهذه العقيدة الفاسدة مسطرة في كتبهم وملازمهم وصوتياتهم المبثوثة عبر الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية على الشبكة العنكبوتية .

ولذلك فهم يسعون إلى السيطرة على جميع دول الجزيرة العربية والوصول إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة . ونبش قبور الصحابة وغير ذلك من الجرائم التي لا تخطر على البال . وهذه المعلومات ليست مجرد كلام وثرثرة اقلام ولكنها عقائد وأفكار يتوارثونها جيلاً بعد جيل . ومن يقراء كتب التأريخ سوف يدرك خطر هؤلاء على العرب والمسلمين، على المدى القريب والبعيد .

وبناء على هذه المعطيات العقائدية والتأريخية والسلوكية لهذه المليشيا الطائفية الإنقلابية المدعومة من إيران فمن المستحيل جداً أن تنخرط في أي عملية لإحلال السلام الحقيقي وإنهاء الحرب والقبول بالأخر وحرية الرأي والرأي الأخر والإنصياع لدولة يسودها النظام والقانون والعيش مثل أي مواطن عليه واجبات وله حقوق والتخلي عن نظرية الإصطفاء الإلهي والولاية والإمامة وتقسيم المجتمع إلى طبقات سادة وعبيد .

اخيراً يبقى أن يدرك الإخوة السياسيين المعنيين هذه الحقائق ويعملوا جميعاً على إحلال السلام العادل والشراكة الحقيقية وفق المرجعيات الثلاث . الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٦١بضمانات إقليمية ودولية تجنب اليمن واليمنيين ويلات الحرب والدمار من جديد ،
______________________