آخر تحديث :الأحد-02 نوفمبر 2025-10:24م

الخلطة الجهنمية في اليمن

السبت - 14 فبراير 2015 - الساعة 04:38 م
حمود ابو طالب

بقلم: حمود ابو طالب
- ارشيف الكاتب


أكد مجلس الأمن، مساء الخميس، ما كان متوقعا بشأن الوضع المتفاقم في اليمن، أي غياب أي دليل يؤكد الجدية في معالجة الوضع بشكل حاسم انطلاقا من استشعار النتائج الوخيمة على اليمن ومحيطه إذا ما انفجر الوضع بشكل أسوأ مما هو عليه الآن، وتحملا للمسؤولية التي يدعي المجلس الاضطلاع بها تجاه الأمن العالمي. المبعوث الأممي جمال بن عمر يؤكد وصول الحل السياسي إلى نقطة الانسداد، وكأن العالم لا يعرف هذه الحقيقة، أو كأنه لم يكن موجودا في الساحة اليمنية منذ ثلاث سنوات وساهم سوء أدائه في الوصول إلى هذه النتيجة. الأمين العام بان كي مون فتح الله عليه بإخبارنا أن اليمن ينهار وكأن ذلك شيء جديد، وكعادته لم يفته التعبير عن قلقه. وبعد الجلستين العلنية والسرية لم يخرج علينا المجلس بغير هاتين المعلومتين ولا شيء أكثر منهما. أي لا نية لإصدار قرارات تتناسب وخطورة الوضع أو حتى أقل منها.ومن جانبها، قدمت دول مجلس التعاون الخليجي مشروع قرار إلى مجلس الأمن لا يختلف كثيرا في مضمونه عن البيان الذي أصدرته قبل أيام، أي اعتبار ما يحدث انقلابا على الشرعية الدستورية، وضرورة سحب الميليشيات الحوثية وتسليم الأسلحة، وليس متوقعا أن يحفل مجلس الأمن بهذا المشروع، إضافة إلى أن الحوثيين أكدوا عدم اكتراثهم بما يصدر من قرارات أممية أو دولية، بل ويحذرون من التدخل ويهددون من يتدخل. واليوم سيجتمع المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون بشكل طارئ لبحث المشكل اليمني، وقد صرح أحد المسؤولين بأن دول الخليج تستعد لحزمة قرارات تتجاوز إغلاق السفارات وسحب البعثات الدبلوماسية، وعندما نعود إلى تصريح لمسؤول آخر يؤكد فيه استبعاد التدخل العسكري، فإنه من الصعب التنبؤ بماهية تلك القرارات المتوقعة في اجتماع اليوم.إذن، نحن إزاء وضع في غاية التعقيد والخطورة، خذلان دولي، وأزمة في صيغ الحلول الممكنة، وصلف كبير من الجماعة الحوثية، أول من استغله تنظيم القاعدة بشن هجوم نوعي على معسكر في محافظة شبوة والاستيلاء عليه والتهديد بتصعيد المواجهة، إضافة إلى أنباء تشير إلى استعدادات لضخ مزيد من الجهاديين من تنظيمات وفصائل مختلفة إلى الساحة اليمنية، وإذا ما تفاعلت هذه الخلطة الجهنمية، فإن الجحيم حاصل لا محالة، وهذا ما تؤكده كل المعطيات إلا إذا حدثت معجزة.